كيف يمكننا العبور إلي قلب المقبرة الفرعونية وتجنب إيذاء الرصد الحارس لعمال الحفر ؟
سؤال لا يمكن الإجابة عنه إلا من زوى الخبرة في هذا المجال لذلك سيكون هو موضوع اليوم
وبدون مقدمات مستهلكة هيا بنا إلي صلب الموضوع
اولا يجب التفريق بين المقابر والدفائن التى سيتم العمل فيها وذلك عبر معرفة بعض الاساسيات لطرق دفن الفراعنة او ما يليهم من الحضارات البطلمية او الرومانية لموتاهم وحفظ كنوز موتاهم داخل المقبرة
لذلك يجب علينا اولا ذكر بعض المعلومات الأساسية عن طرق الدفن للحضارات التى ذكرناها وكيف يتسنى للقائمين علي العمل معرفة لأى حضارة ينتمى هدفهم المنشود حيث أن لكل حضارة فرعونية او بطلمية او رومانية استراتيجية معينة في حفظ مقابرهم يجب علي القائمين بأعمال الحفر أن يكونوا علي دراية بها حتى يتم التعامل بأمان لعمال الحفر وتوجيههم حتى تتم الغاية المنشودة من بلوغ المقبرة بدون تعرض القائمين بأعمال الحفر لأي خطأ قاتل
اولا المقابر الفرعونية واستراتيجية دفن الحضارة الفرعونية :-
اولا يتسنى لنا معرفة المقبرة اذا ما كانت تنتمى للعصر الفرعونى اولا بشاهد هو الفريد من نوعه تختص به المقبرة الفرعونية علي ما عاداها من مقابر وهو اتجاه الباب الغربي للمقبرة الفرعونية
اتجاه أبواب المقابر الفرعونية
البعض لا يعرف اتجاه أبواب المقابر الفرعونية
باختصار، اتجاه أبواب المقابر الفرعونية هو في الغرب، وهذا بالنسبة لغروب الشمس.
وكان لموقع الشمس عند قدماء المصريين أهمية خاصة بالنسبة لهم.
وكان هناك اعتقاد كبير بأن الشمس ستساعد على الحياة مرة أخرى.
وكان الفراعنة يؤمنون بالشمس التي تكون حاضرة طوال النهار ثم تختفي ليلاً وتظهر مرة أخرى عند الفجر.
واعتقادهم بأن الشمس إله مسؤول عن الآخرة جعلهم يتخذون اتجاه غروب الشمس اتجاها للدفن في مقابرهم وتلك الميزة الهامة للمقبرة التى تنتمى لعصر الدولة الفرعونية هي من اهم شواهد ودلائل كون المقبرة فرعونية او تنتمى لحضارة اخرى
ثانيا : دفن المصريين القدماء لموتاهم غرب وادى النيل :
لعل العديد من الباحثين عن المقابر الفرعونية يغيب عنهم معرفة نظرة المصريين القدماء للنيل شرقا وغربا فقد كان المصريين القدماء يفرقون بين حياتهم الدنيوية وحياتهم البرزخية بعد الموت وقد ساد لديهم نظرية الحياة بعد الموت في موطن موت الإله رع قرص الشمس ، المصري القديم كان يعتقد أنه يجب أن يعيش في شرق النيل.. لأنه كان يعتقد أن الحياة تبدأ في الشرق “حيث يشرق الأله رع " وكان هذا بالمناسبة قبل ظهور أخناتون وإعلانه دعوته إلى التوحيد وفيها كانت الشمس أصل الحياة ولكنها تبدأ حيث عبادة الإله آمون ثم رع إلها ثانويا قبل سيادة آمون مرة آخرى بعد نهاية عصر اخناتون والكفر بعبادته وتدمير مدينة أخيتاتون " تل العمارنة "
لذلك فقد أنشأ المصري معظم مدنه شرق هذا النيل... فإذا مات المصري أوصى بأن يدفن غرب النيل... لأن الشمس تغرب أو فتنام غرب النيل، فنجد أن معظم المقابر المصرية -من العصر الفرعوني حتى الآن- تقع هناك، على نهر النيل في الشاطئ الغربي للنهر الخالد
واكبر دليل علي ذلك شاهد حتى عصرنا كون مالا يقل عن ١٠٠ هرم في مصر لم يتم بناء واحدا شرق وادى النيل ومعظم مدن الدفن مثل وادى الملوك وجبانة سقارة ودهشور وكذا العرابة بسوهاج تقع كل تلك المواقع غربا لذلك أي مقبرة يعثر عليها شرق وادى النيل بنسبة ٩٩ % لا تنتمى للعصر الفرعونى خاصة عصر الدولة الحديثة والوسطى ولكن ربما تحد آبارا للدفن تنتمى لعصر الدولة القديمة الفرعونية ولكن الغالبية العظمى سيكون شرقا إما مخازن او محابر للكهنة او بقايا غرف لمعابد طمست ودفنت بفعل عوامل التعرية .
اقرأ ايضا : الطبقات الصحيحة للمقابر الفرعونية
ثالثا : اختيار الفراعنة للأماكن الصحراوية الجافة لدفن موتاهم :
تميز فكر المصرى القديم بتقديس الحياة الآخرى حيث سادت لديه معتقدات الحياة البرزخية الابدية وكانت ربما هي اهم من حياته الدنيوية فقد اهتم المصريين القدماء بأحكام بناء مقابرهم في حياتهم وقد نجد العديد من الامثلة علي كون ملوك الفراعنة حين يتولون حكم البلاد يبدأوا في إقامة مقابرهم وربما تستغرق العديد من السنين لأتمامها علي اكمل وجه وقد سادت لديهم فكرة الحفاظ علي كامل مقتنيات المقبرة من الدمار حتى يتسنى لصاحبها البقاء في الحياة الأبدية وتعرف الكا وهي الروح لدى الفراعنة علي الجسد فلو كان مدمرا او مشوها تتوه الكا في البرزخ ولا يمكنها الحياة في ملكوت اله الحياة الاخرى اوزوريس بسلام لذلك اختاروا اماكن محكمة بعيدة عن كل مسببات التلف لمحتويات مقابرهم الملكية او من هم اقل درجة وكان يقع دائما اختيارهم في بناء المقابر علي الأماكن الصحراوية الجافة الوعرة بعيدا عن الرطوبة ومياه نهر النيل او المياه الجوفيه فمن المستحيلات أن تجد مقبرة فرعونية داخل وادى النيل مثلا او في منطقة كانت زراعية او قريبة من النهر مثلا.
عند رؤية تلك الشواهد التى سبق ذكرها وهي ما تؤكد لنا أننا بصدد التعامل مع مقبرة فرعونية يجب علينا الحظر مما هو آت حيث أن للمقابر الفرعونية استراتيجيات معينة في العمل تجنبا لأخطارها القاتلة لكون المقابر الفرعونية هي الأقوى احكاما وتمويها وحفظا في مقابل بقية الدفائن الفرعونية او مقابر ودفائن الحضارات التالية للحضارة المصرية القديمة
لذلك سوف نشرح بتفصيل استراتيجية الحفر وتفادى المكائد والأبار القاتلة والسراديب الوهمية اللتى يكثر تواجدها حول المقبرة الفرعونية
اولا : يجب علي العاملين عند العثور علي مقبرة فرعونية وقد بينا سابقا كيفية معرفة إذا ما كانت فرعونية او خلافه الحظر من الاشياء التالية
- فتح المقبرة جهة الباب الغربي :-
وذلك لكون رصد المقبرة الفرعونية الحارس يبقي قابعا في طلاسم الباب دون ما عداها من جوانب للمقبرة كما أن مهالك المقابر والاحجار القلابة اللتى تودى بالمقتحمين للمقبرة يتم وضعها دائما في مسالك الابواب واذا ما لم يكن هناك طريقة للدخول سوى باب المقبرة يجب علي القائمين علي العمل قبل فتح الباب أن يتبعوا الخطوات الآتية حفاظا علي ارواحهم اولها فرش الطريق المؤدى إلي الباب بألواح خشبية قوية لتفادى الضغط علي الأحجار القلابة اللتى تودى بالمارة إلي آبار سحيقة وكذلك قبل فتح الباب يجب قراءة سورتى ص والصافات قبل العمل مباشرة في الباب وقرائتهما علي ماء ورشه حول الباب وعليه وفي جوانب مدخل الحفر ووضع الحلف بر المغلي في الماء لمدة ساعتين او ثلاثة لتلجيم الرصد او تركه للمكان لكون هذا النبات الرائع هو ما يكرهه الجن وايضا زيت الفجل وهو مجرب لطرد الجن ايضا من اشخاص تعرضوا للتلبس به ، ولكن من الاكثر أمانا العمل علي جانبي المقبرة حفاظا علي الارواح وهو الاكثر امانا بشهادة غالبية القائمين علي فتح المقابر الفرعونية
- تهوية المقبرة قبل الدخول لها من قبل العمال :
يجب عند او قبل دخول المقبرة الفرعونية أن يتم تهويتها ويجب علي القائم بعمل فتحة المرور اولا أن يقوم بفتح جزء صغير جدا قبل توسعته ويمرر فيه لهب بطريقة ما ولو عن طريق اشعال اسبراي وتوجيهه داخل الفتحة قبل توسعتها وذلك اجراء غاية في الاهمية لكون الغازات السامة قابلة للإحتراق وهي استراتيجية مهمة جدا تجنبا لبكتريا وغازات متبخرة في فراغ المقبرة بفعل تحلل مواد التحنيط والراتينج السائل المغطى به المومياوات الفرعونية وكذلك بكتريا المومياوات المحتبسة منذ آلاف السنين ومن الافضل ارتداء القائم بهذا العمل لماسك الغازات السامة او علي الاقل تغطية وجهه وانفه بقماش من الصوف الصافي غير المخلوط بأي نسيج آخر
ويجب ترك المكان بعد توسعه الفتحة لمدة ساعتين علي الاقل قبل دخوله .
تدعيم مدخل المقبرة وفتحة المرور بالدعامات الخشبية القوية :
يجب علي فريق العمل أن يقوم بتدعيم المدخل وطريق المرور بدعامات خشبية تحفظ المسلك لعبور العاملين من الانهيار وذلك بفعل ضغط السطح علي المداخل او الباب لكون المقبرة اصبحت اكثر عرضة للتعرض لفرق الضغط خصوصا بعد فتحها لكون فراغها غالبا ما يكون غير مدعم بالأعمدة اللتى تجعل من السقف اكثر تحملا للضغط اعلي المقبرة ، لذلك يجب تدعيم الباب والمسلك المؤدى إليه جيدا حفاظا علي الارواح .
وإلي هنا ينتهي موضوع اليوم وللحديث بقية فأنتظرونا قريبا .
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم