U3F1ZWV6ZTIzNzQwNDc0MzQ0OTFfRnJlZTE0OTc3NTQ0MDczNTA=

فرعون موسي كما لم تحكى من قبل



حسب الديانات الإبراهيمية، فإن سيدنا موسى النبي هو من سلالة الأنبياء والرسل الذين ورثوا النبوة من الله. وفي الإسلام، يعتبر موسى نبيًا كبيرًا جدًا ويعد واحدًا من الخمسة الأنبياء الذين يطلق عليهم "أولو العزم"، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.


 وفي القرآن الكريم ذكر أنَّ النسب العربيَّ لموسى هو ابن عمران، وأن والدة موسى وأخيه هارون كانا من بني إسرائيل، الذين كانوا يُعْتَقَدُون أنهم أحفاد النبي إبراهيم. لذلك فإن نسب سيدنا موسى هو من سلالة بني إسرائيل، وهو أحد الأنبياء المنتمين لهذه السلالة.


حسب النصوص الدينية، فإن اسم والد موسى هو عمران واسم والدته هو يوكابد (Jochebed)، بينما لا يوجد اسم مذكور لوالدة موسى في الكتاب المقدس اليهودي، ولكن يتم الإشارة إلى نسبها إلى لاوي الذي كان أحد الأبناء الاثني عشر ليعقوب.


يعتقد أن ظهور النبي موسى كان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وقد كانت هذه الفترة تعتبر فترة الدولة الوسطى في مصر القديمة، حيث تم توحيد مصر تحت السلطة الواحدة بقيادة فرعون. ويشار إلى فرعون الذي عاش في ذلك الوقت باسم "فرعون " في بعض الكتابات وهو ملك هكسوسي جاء في فترة الاضمحلال الثانى لمصر واللتى جاءت بعد سقوط الاسرة الثانية عشر الفرعونية وكانت رسالة النبي موسي في عصر الاسرة السابعه عشر الفرعونية قبل بداية تحرير امراء طيبة لإحتلال الشمال من الهكسوس واللذين سكنوا علي حدود محافظة الشرقية  من الجهة الشرقية في منطقة تعرف بقنطير والختاعنه  واستطاعوا السيطرة علي الاقليم الشمالي لمصر سيطرة تامة وذلك ليس لقوتهم وإنما لضعف حكام الشمال .

تعتبر فترة حكم الهكسوس في مصر (حوالي 1650-1550 قبل الميلاد) هي الفترة التي يعتقد بعض المؤرخين أن نبي الله موسى قد ظهر فيها. وكان الهكسوس هم مجموعة من الشعوب الآسيوية الأصل، وقد استولوا على مصر وحكموا المملكة لمدة تزيد عن قرن من الزمان وهم مجموعه من القبائل الآسيوية اللذين اجتمعوا تحت راية حاكم واحد يقطن بعاصمة الاحتلال اواريس في الشرقية بمنطقة انشاص حاليا  ويعتقد بعض المؤرخين أن موسى قد ولد وعاش في فترة حكم الهكسوس وتحديدا في نهايات حكمهم قبل بداية التحرك الجنوبي للتحرير علي يد الفرعون الجنوبي العظيم احمس بن امير طيبة سقنن رع .





وتشير بعض التفاسير والتحليلات الدينية إلى أن العديد من الأحداث التي وقعت في حياة موسى ومعجزاته التي قام بها، كانت مرتبطة بممارسات الهكسوس واعتقاداتهم ، ومن بين هذه المعجزات العصا التي تحولت إلى ثعبان، والأنهار التي تحولت إلى دم، والجراد الذي هاجم مصر، وغيرها. وفي النهاية، استطاع موسى قيادة اليهود إلى الخروج من مصر بعد تحريرهم من سيطرة الهكسوس، وهذا يعتبر حدثًا مهمًا في تاريخ اليهودية.

ولد موسى في فترة قام فيها حاكم الهكسوس في الشمال فرعون وهو اسم وليس صفة بمعنى أنه كان يدعي فرعون  بأمر قتل جميع المواليد الذكور العبرانيين. ولحمايته، وضعت والدة موسى في سلة وأطلقتها في اليم وهو فرع من فروع نهر النيل كان متجها إلي الشمال ويعبر منطقة الشرقية وصولا إلي العريش قديما قبل اندثاره وجفافه  حيث عثرت عليه زوجة فرعون  وهي كما ذكرت في الاحاديث النبوية الصحيحة بإسم آسية بنت مزاحم وهو اسم عبرانى وليس من اسماء المصريين الفراعنة وتبنته.


وعندما كبر موسى، أدرك أنه من أصل عبراني وكان يعاني من تعامل الهكسوس او القبيلة الحاكمة مع قبيلته بنو اسرائيل كعبيد.


 يومًا ما عند رجوعه من سفره بزوجته بعد مرور اكثر من عشر سنوات علي هروبه من شمال مصر بعد قتله للرجل من قوم فرعون او من القبيلة الحاكمة للهكسوس  الذي ناصر الرجل العبرانى عليه ووكذه فقضي عليه  ، عندما كان في الصحراء وكان في حاجة إلي التدفئة وهو راجع إلي مصر مع زوجته ابنه شعيب ، شاهد شجرة تشتعل فيها النيران دون أن تحترق وهو راجع بزوجته وكان يلتمس جزوة من النار للتدفئة في الصحراء وهنا  تكلم الله مع موسى علي جبل الطور في سيناء  وأمره بالعودة إلى شمال  مصر والمطالبة بإطلاق سراح العبيد العبرانيين.


عاد موسى إلى مصر ومع مساعدة شقيقه هارون، طالب بإطلاق سراح العبرانيين من فرعون. ومع ذلك، رفض فرعون الإفراج عنهم، لذلك أرسل الله سلسلة من الأوبئة العشر على مصر، بما في ذلك الجراد والقمل وموت الأبكار.

 في النهاية، استسلم فرعون وسمح للعبرانيين بالمغادرة ولكنه تراجع بعد ذلك خوفا من أن يتم لم شملهم ويشكلوا خطرا علي ملكه كما تنبأ سابقا المنجمون بأن دمار ملكه علي يد طفل عبرانى من قبيلة بنى اسرائيل 


وعندما غادر العبرانيون الشرقية بمصر سرا بعد اتفاق مع موسي أن يسروا ليلا ويحملوا معهم أمتعتهم وكل ما يلزم للهروب من ارض مصر في اتجاه الشرق ناحية سيناء ، قاد موسى العبرانيين عبر البحر الأحمر، والذي فتح الله بدونه ممراً لهم وذلك انتقاما من فرعون بعد أن أمر الله موسي أن يضرب البحر بعصاه لينشق ويترك طريقا يبسا في البحر لمرورهم وإذا بفرعون وجنوده يتبعوهم لينقلب الأمر ويغرقهم البحر بأرتطام جانبيه ليهلكوا جميعا  و خلال فترة تواجدهم في الصحراء، أعطى الله موسى الوصايا العشر على جبل سيناء وأصبح وسيطًا بين الله والعبرانيين بنى اسرائيل لتكتمل احداث القصة .


ظل موسى قائدًا حكيمًا وعادلًا حتى وفاته، ويتذكره الناس كواحد من أعظم الأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام.

فرضيات من هو فرعون موسي 


توجد عدة فرضيات بشأن هوية الفرعون الذي عاش في زمن النبي موسى، لكن لا يوجد اتفاق كامل بين المؤرخين والعلماء على هويته. وهناك بعض الفرضيات التي ذُكرت في الأديان والكتب التاريخية المختلفة، والتي تشير إلى أن هذا الفرعون كان:


1- ثوتموس الثالث: وهو الفرعون الذي يذكره الكتاب المقدس اليهودي بأنه كان يملك السلطة في زمن موسى.


2- رمسيس الثاني: وهو الذي يظهر روايات المؤرخين رغم كونه ابعد ما يكون لكون رمسيس الثاتى قد جاء في زمن الاسرة التاسعه عشر الفرعونية وكانت نهاية حكام البدو الرعاه العكسوس بنهاية الاسرة السابعه عشر وطردهم بواسطة احمس  مؤسس الاسرة الثامنة عشر .


3- أخناتون: وهو الفرعون الذي يشير إليه بعض العلماء بناءً على بعض الأدلة التاريخية والمصادر المكتوبة ، رغم كونه بعيدا كل البعد لإعتباره من الحكام اللذين نادوا بالتوحيد .


4- حتشبسوت: وهو الفرعون الذي يشير إليه بعض العلماء ويعتبر أحد الفراعنة الذين عاشوا في نفس الفترة التي يعتقد أن موسى عاش فيها وهى بعيدة كل البعد من وجهة نظرنا لكونها امرأة وفرعون موسي كان رجلا وهي ايضا من حكام الاسرة الثامنة عشر بعد طرد الهكسوس من مصر 


ومع ذلك، لا توجد دلائل كافية لتحديد هوية فرعون موسى 

الذي عاش في عصر موسى بشكل دقيق، ولا يزال الموضوع مجالًا للنقاش والبحث بين المؤرخين والعلماء وبالتالي تبقي نظرية كون فرعون موسي هو آخر حكام الهكسوس بشمال مصر هي الاقرب للصواب والاكثر عقلانية وهناك دليل يؤكد تلك النظرية جاء في بردية تورين حينما ارسل حاكم اواريس والذي يدعى ابو فيس وكان مقيما في عاصمة الهكسوس اواريس او افاريس او هواريس  رسالته إلي سقنن رع امير طيبة في الجنوب  أن اوقف افراس النهر اللتى ضجر نومى بأصواتها العالية ذكر في النص اللذي يليها أن كارثة كبرى حدثت في ارض الشمال بأواريس وهي لا تبعد ظنا أن تكون موت الحاكم ودمار جيشه وهو ما حدث فعلا بغرق فرعون وجيشه في البحر الاحمر خليج السويس تحديدا ، وهو ما ساعد بشكل كبير علي بداية مقاومة المصريين في الجنوب طيبة " الاقصر حاليا" للأقاليم المحتلة متوجهين الي الشمال وفتح كل المدن اللتى سيطر عليها الهكسوس وذلك بعد غرق حاكمهم فرعون ودمار اغلبية قوته العسكرية في البحر بفضل نبي الله موسي 


غرق فرعون موسي كما ذكر في القرآن الكريم 

تروي القرآن الكريم في سورة الأعراف الآية رقم 141 قصة فرعون وموسى، حيث قال الله تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ".


وتدور القصة حول أن فرعون ارسل أتباعه للبحث عن موسى وبني إسرائيل الذين أخرجهم الله من مصر، وأن الله أوحى إلى موسى بأنه يجب عليه أن يكون يمشي بهم ليلا في اتجاه الشرق إلي أن وصلوا إلي  البحر الاحمر وتحديدا خليج السويس ، وأن يضرب بعصاه البحر وجنود فرعون خلفهم ، وفي اللحظة الحاسمة التي فعل فيها موسى ذلك، ارتفع جدار من الماء في الوسط، والذي أدى إلى إنقسام البحر إلى نصفين، حتى تمكن بنى اسرائيل ومعهم موسي  من عبور البحر الأحمر بعد أن هربوا من فرعون وجيشه. ولكن فرعون وأتباعه حاولوا عبور البحر الأحمر بعد بني إسرائيل ليتبعوهم ، ولكن الله اطبق الماء عليهم وغرقهم، وهكذا توفي فرعون وجنوده غرقاً.

غرق فرعون وجنوده كما وصفته التوراه والانجيل 

تتحدث التوراة عن قصة فرعون وموسى، وغرق فرعون وجيشه في سفر الخروج الفصل 14، وهناك عدة آيات تتحدث عن ذلك، ومنها:


- الآية 28: "فَلَمَّا تَنَفَّسَ فِرْعَوْنُ الشَّطَفَ وَرَاءَهُمْ أَغْرَقْنَا فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ فِي الْبَحْرِ".


- الآية 29: "وَأَمَّا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسَلَكُوا فِي الْيَابِسَةِ وَفِي الْوَسَطِ الْبَحْرِ".


- الآية 30: "وَأَخَذَ الْجَوُّ فِي الْمَحِيطِ بِمَرْكَبِهِمْ وَأَغْرَقَهُمْ".



وهذه الآيات تصف بوضوح كيف أسرع الله بإغراق فرعون وجيشه بعد عبور بني إسرائيل البحر الأحمر، وكذلك توقف الماء حتى يستطيع بني إسرائيل العبور والنجاة وبغرقه وهو كبير حكام قبائل الهكسوس وبغرق جيشه الضخم اللذي كان يشكل القوة الاكبر في الشمال كان ذلك بداية لتدمير الحكومة المركزية والقوة الاكبر عسكريا مما شجع حكام الجنوب علي المقاومة العسكرية لما تبقي من حاميات في باقي المدن المصرية مرورا بالشمال ووصولا إلي عاصمة ملك الهكسوس اواريس وطرد ما تبقي من قوة عسكرية عبر الكفاح المسلح بعد سقوط رأس الحكم فرعون موسي وقد ورد في تاريخ خروج بنى اسرائيل في كتب التوراه انه كان سنة 1446 ق م

مع العلم أن بداية حكم الاسرة الثامنة عشر وعلي رأسها احمس الاول محرر مصر  كان بعد تلك التاريخ بحوالي 100 عام كما ورد من مؤرخين للتاريخ المصري القديم ونعلل لتلك المعضلة بتزييف التاريخ الميلادى علي يد الكنيسة الكاثوليكية والامبراطور قسطنطين السابع وظهور نظرية الوقت الشبحي واللتى اضافت ما يقرب من 300 سنة للتوقيت الميلادى لكى يتماشى مع اهواء الأمبراطور الرومانى والكنيسة الكاثوليكية .


المصادر :-

بحث الدكتور د / مصطفي وزيرى 

وزير الآثار حاليا بعنوان "فرعون ليس مصريا " .

كتاب المهندس أ/ اشرف عزت  "مصر لم تعرف فرعون او موسي" 

كتاب : "بدائع الزهور في وقائع الدهور" ابن اياس

نظرية الوقت الشبحي :  المؤرخ الألماني هيربرت إليغ

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا علي تعليقاتكم

الاسمبريد إلكترونيرسالة

بحث هذه المدونة الإلكترونية
Translate

اخر المواضيع

Statcounter
View My Stats

اخر المواضيع

googel