عندما أفلت شمس الدولة الفرعونية الحديثة :
بدأ عصر الدولة الحديثة الفرعونية بتحرير مصر علي يد مؤسس الدولة الحديثة القائد العسكرى احمس الاول ، وتميز هذا العصر من الحقبة الفرعونية بالقوة والإزدهار حيث حكم مصر اسرات قوية وملوك عظماء سجلت اسمائهم في التاريخ الفرعونى بإعتبارهم اقوى عصور الدولة الفرعونية ، واتسعت مملكة مصر الفرعونية في عصرهم من اسرة التحرير الاسرة الثامنة عشرة حتى الاسرة العشرين من بلاد الشام حتى الشلال الرابع في بلاد النوبة جنوبا وكانت تضعف بضعف الحكام وتتقلص ثم تقوى وتسترد نفوزها بقوة الحاكم مرة اخرى ، وقد شهد تلك العصر ملوكا هم الأعظم في تاريخ الدولة الفرعونية المصرية علي الإطلاق امثال تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت والفرعون رمسيس الثانى ومرنبتاح ،
واخذت شمس الدولة الحديثة في الأفول تدريجيا بنهايات الاسرة العشرين وتحديدا في نهايات حكم الرعامسة والفرعون رمسيس الحادى عشر .
نهاية الأسرة العشرين
ضعفت سلطة رمسيس الحادى عشر واللذي انتهت بموته ألاسرة الحادية والعشرين واللتى بدأت ببداية الدولة الحديثة ومؤسسها احمس الاول وانتهت بموت رمسيس الحادي عشر لينقلب نظام الحكم في مصر من بعده ويصبح النفوز الأكبر لكاهن معبد آمون في طيبة بدلا من الفرعون ويستقل بحكم الوجه القبلي وقيادة الجيش ، ويبدأ عصر الانتقال الثالث .
وقد آدى ضعف الفرعون إلي تقلص العديد من سلطاته وإنتقالها إلي كاهن آمون في طيبة وابرز مثال علي ذلك هو " حريحور " كاهن معبد آمون في طيبة وقائد الجيش ووزير الفرعون رمسيس الحادي عشر واللذي لا يعرف نسبه رغم كون اسمه مصريا ، وقد تعددت الاقاويل أنه ينحدر من سلالة اجنبية " ليبية "
ولكن رغم ضعف سلطة الفرعون وإنتقالها إليه ألا انه لم يلغي كون الفرعون هو ملك البلاد رغم تضاؤل سلطانه وضعفه الشديد ، بل ظل معترفا بملكه حتى وفاته وكان ذلك جزءا من العقل والروية حتى لا يضع لنفسه العديد من المشكلات اللتى ستظهر من معارضي فكرة الدم الملكى ،
وقد اوصله إلي حكم مصر كونه كاهنا اكبر لمعبد آمون ووزيرا للفرعون وقائدا للجيش أيضا ، وقد نصب نفسه ملكا علي مصر بمجرد وفاة الفرعون الشرعي
للبلاد " رمسيس الحادي عشر " .
مواضيع رائجة : حضارة مصر المفقودة
وهكذا نرى أن "حريحور" ، رغم أنه نفذ هذا الانقلاب السياسي الكبير في البلاد خطوة بخطوة ، إلا أن أساس نجاحه هو أنه كان أمير حرب مهدت ظروفه الداخلية في البلاد الطريق أمامه للاستيلاء على زمام الأمور بالكلية ، وأخيرًا أخذ العرش. تدل سياسته على أنه كان رجلاً مخضرمًا ذا خبرة كبيرة ، أخذ حسابه لكل حالة ، والدليل على ذلك أنه كان يعلم جيدًا أن طائفة الكهنة في طول البلاد وعرضها هم أصحاب السلطة. شوكة وقوة ، وأن الظروف مهيأة لهم للسيطرة على شؤون البلاد ككل ؛ خاصة لأنه علم أن "أمنحتب" كان على وشك السيطرة على الفرعون ، فجرد منه كل صلاحياته الشرعية ، وبلغته الشجاعة حتى رسم صورته على جدران المعابد بحجم مساو لحجم الفرعون ؛ لهذا الغرض ، سعى خلفه في منصب "رئيس كهنة آمون". لإرضاء أتباع هذا الإله ، فقام بضربه بالرغم من كونهم ممثلًا لهم ، فكان مثله في ذلك بصفته الملك أ ، الذي جمع بين الجندية والكرافة ، رغم أن انقلابه كان في الواقع عسكريًا بحتًا. انقلاب (انظر مصر القديمة ، الجزء 5).
أراد "حريهور" ترسيخ سلطته في عائلته فيما بعد ، فعين ابنه قائداً للجيش وكاهناً أكبر لـ "آمون" طيلة حياته. من أجل ضمان توليه العرش من بعده ، إلا أن الطابع العسكري كان واضحًا في جميع تصرفات "حرير" ، مما يشير إلى أن ابنه "بيانخي" كان يُدعى "قائد الجيش" قبل أن يطلق عليه " رئيس الكهنة "، بل كان يخاطب الوحي كقائد للجيش ، وليس بصفته رئيس الكهنة" آمون "كما ذكرنا سابقًا.
ولا خلاف على أن "النهضة" كانت هي البادئ بها "حرير" ، وأنه لم يكن قادراً على تحقيق النصر النهائي الذي حققه بتوليه الملك إلا بالجمع بين السلطتين الدينية والإدارية. وعندما تحقق كل ما أراده ، أصبح الفرعون في حالة ضعف شبيهة بخليفة المسلمين إبان سقوط الدولة العباسية في "بغداد". إن المطلعين على تاريخ آخر الخلفاء العباسيين يجدون بينه وبين تاريخ مصر في نهاية عهد "رمسيس الحادي عشر" العديد من أوجه الشبه - خاصة من الناحية العسكرية والدينية - نرى ذلك في كل من رجال لقد هزم الجيش رجل الدين ، مع الحفاظ على هيبة رجال الدين ظاهريًا ، وفي الواقع سلبهم سلطتهم.
ومع ذلك ، أدى الانقلاب الذي حدث إلى تقسيم البلاد إلى مملكتين - كما كان قبل توحيدها مباشرة بواسطة "مينا" حوالي 3400 قبل الميلاد - المملكة الجنوبية وعاصمتها "الطيبة" ، وصبغتها الدينية ظاهريًا ، و الثانية في "الدلتا" وعاصمتها "تانيس" ».
وهكذا أُغلق تاريخ الدولة الحديثة التي أرسى أساسها "أحمس الأول" ، وتقوّض بنيتها بوفاة "رمسيس الحادي عشر" ، وعادت مصر إلى حياتها الأولى من الانقسام.
من هو رمسيس الحادى عشر
تميزت الدولة في عهده بانعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ، وكانت هناك قوتان جديدتان: الأولى شرقية وهي الفرس ، والأخرى غربية وهي اليونانيون ، وتظهر على المسرح الدولي كقوتين متحاربتين. فيما بينهم على حيازة الأراضي ، وخاصة بلاد الهلال الخصيب بين بلاد الرافدين والشام ، وبالتالي لم تفلت مصر منها. انتزع الفرس من مصر بعض ولاياتها الشرقية في بلاد الشام بسبب انهيار مصر الداخلية ، وإهمال ملوكها في الدفاع عنها وعدم قدرتهم على صد الغارات الفارسية. في نهاية عهد رمسيس الحادي عشر ، استغل أحد قادة الجيش المصري الفرصة وأطلق عليه اسم "حريهور".
ودفن الملك رمسيس الحادي عشر في شمال مصر ، وتولى أحد قادته العسكريين المسمى "سموندس" العرش حيث تولى مراسم دفن الفرعون رمسيس الحادى عشر . وحكم Smendus " سميندس مصر السفلى وأسس الأسرة الحادية والعشرين ، وحكم من العاصمة الشمالية تانيس.
لم يستطع Smendes السيطرة على مصر الوسطى أو العليا ، حيث تولى رئيس كهنة آمون في طيبة السلطة في ذلك الوقت وكان يدعي " حريحور " .
بعد ذلك دخل الفرس مصر وظلوا هناك فترة طويلة حتى هزمهم الإسكندر الأكبر وطردهم من مصر حتى يبدأ عهد جديد على أرض مصر وهي دولة البطالمة.
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم