سوف نعرض في تلك الموضوع نظرية تبناها احد المهندسين الانجليز في اوائل السبعينات وهو
" روبرت بوفال " تلك النظرية كفيلة بتغيير مسار الحضارة المصرية القديمة واحداث تغييرات جزرية في التاريخ المصري القديم .
مصر هي صورة السماء علي الارض
سنة 1979 المهندس المدنى البلجيكي روبرت بوفال في طريقه إلي السودان للعمل بأحد المشروعات الانشائية عبر طائرة اقلعت من مطار بلندن إلي الخرطوم وفي خلال رحلته كان يقرأ كتابا للكاتب
" روبرت تمبل " بعنوان لغز نجم الشعرى " ، كان يتحدث تلك الكتاب عن قبائل بدائية في افريقيا لازالت موجودة حتى الآن " الدوجون " كانو يحتفلون كل خمسون عاما بإكتمال دورة نجم الشعرى sirus B حول sirus A الرئيسى والغريب في الأمر أنهم كانوا يحتفلون برقصات دائرية تشبه دورة نجم الشعرى ب حول النجم الاكبر الشعرى أ وذلك منذ آلاف السنين يجرون تلك الطقوس مع العلم أن sirus B لم يكن بأستطاعه احد رؤيته بالعين المجردة إلا بعد اكتشاف التلسكوبات العملاقة وهذا لم يكن متوفرا منذ آلاف السنين ، ويتحدث مؤلف الكتاب أن تلك القبائل قد تم نقل تلك الطقوس إليهم من قدماء المصريين ، دفع تلك الكتاب اللذي قرأه روبرت بوفال إلي البحث لمدة عشر سنوات متوصلا في نهاية المطاف إلي نظرية يمكنها أن تعيد كتابة التاريخ الفرعونى من البداية وتهدم كل ما سبق !توصل إلي أن مصر بنيلها واهراماتها أنها هي صورة مجسمة كربونية للسماء علي الارض .
روبرت بوفال من مواليد الاسكندرية عندما بلغ الثانية عشر من عمره رحل مع عائلته إلي لندن وتخرج من الجامعه ليعمل كمهندس مدني ، وفي احد رحلاته إلي مصر لفت انتباهه صورة لأهرامات في المتحف المصري مأخوزة من اعلي الاهرامات وخطر علي بال المهندس الشاب ثلاثة اسئلة حينها
اولا : لماذا هم ثلاثة اهرامات بالتحديد مع اتساع هضبه الجيزة ؟ ومقدرتها علي استيعاب العديد
وقد كانت الاجابة المتوفرة في المراجع الاثرية أن تلك الأهرامات الثلاثة هي مقابر ملوك الاسرة الرابعه واللتى بنيت منذ 2500 عام قبل الميلاد للملوك خوفو وخفرع ومنكاورع ، ولكن اللذي يدعو للتساؤل أن خوفو له ابن يدعي جدفرع قد بنى له هرما في منطقة ابورواش علي بعد 10 كيلو متر من هضبة الجيزة فلماذا لم يقم ببناء هرمه علي نفس الهضبه ؟ ، وكذلك منكاورع ايضا له ابن يسمي " شبسسكاف " قد بنى له هرما آخر في منطقة سقارة علي بعد 18 كيلو مترا ولم يبن هرمه بالقرب من اهرامات الجيزة الثلاثة رغم كونه احد ملوك الاسرة الرابعه ايضا ؟
ثانيا : لماذا الهرم الثالث " هرم منكاورع " اصغر حجما من هرمي خوفو وخفرع ؟ وقد جاء الرد في المراجع الأثرية أن الملك منكاورع قد بنى هرمه بشكل اصغر لتقليل التكاليف في الخامات والعمال والوقت ولكن تلك الاجابة غير مقنعة تماما لأحتواء هرم منكاورع الصغير علي اكبر كمية من احجار الجرانيت الأحمر اللتى يصل حجمها إلي اكثر من عشرة اطنان فلماذا لم يبنه اذا من الاحجار الجيرية مثلا لتقليل الجهد والتكلفة اذا كان يبحث عن ذلك حيث أنه قد بنى هرما اصغر ولكن بخامات وتكلفة اكبر بكثير لكون الجرانيت الاحمر لا يوجد إلا في منطقة محاجر اسوان علي بعد اكثر من 1000 كيلو متر وتكلفة استخراجه من تلك المحاجر عالية جدا
السؤال الثالث والاكثر اذعاجا لروبرت بوفال هو :
لماذا لم يتطابق الهرم الثالث علي نفس محور الهرمين خوفو وخفرع ؟ فلو رسمنا خطا من اعلي الاهرامات الثلاثة يمر بمركزهم فنجد أن الخط يمر بهرمي خوفو وخفرع ويبعد تماما عن الهرم الثالث " منكاورع "
وقد فسر العلماء تلك الموضوع بأنه نظرا لكون التربة غير ملائمة لبناء الهرم الثالث في المكان اللذي يتطابق فيه الاهرامات الثلاثة سويا تم انحراف مكانه بسبب ظروف جيلوجية ولو تم بناءه علي نفس المحازاة لحدث له تصدعات كبيرة وانهيارات ولكن لم يتم تقديم دليل قوى علي تلك النظرية .
وظلت تلك الاسئلة الثلاثة معلقة في زهن
" روبرت بوفال " لفترة طويلة دون اجابة ، حتى جاء يوما كان يعمل فيه بأحدى المشاريع الانشائية بمدينة الرياض وفي نهاية الاسبوع تحصل علي رحلة سفارى مع زملاء العمل في صحراء الرياض وعندما كان يمشي ليلا مع احد زملائه الفرنسيين ومن له دراية بالابراج السماوية اشار إليه علي مجموعه نجمية
تسمي " الجبار " متمثلة في عملاق يحمل فريسة وهى ضمن حزام اوريون واشار إلي ثلاثة نجوم في الوسط واخبره ان النجم الاصغر منحرف قليلا عن الاثنين الأكبر والمتوسط واذا بروبرت بوفال يصرخ ويقول وجدتها انها اللوحة المأخوز عنها اهرامات الجيزة الثلاثة !!
حاول بوفال مناقشة تلك الفكرة مع علماء المصريات بالمتحف المصرى فارسل إلي مدير المتحف المصري في تلك الفترة هارى جيرس ، فكان رده أن التطابق بين الاهرامات وحزام اوريون كان مجرد صدفة ، ولم ييأس روبرت وتواصل مع العالم البريطانى في المصريات دكتور ادوارد ولكنه تحمس للفكره وشجع بوفال علي اكمال البحث في تطابق الاهرامات وحزام اوريون .
اكمل بوفال بحثه وفكر انه اذا ما كان هناك تطابق بين الاهرام الثلاثة ونجمات كوكبة الجبار الثلاثة لماذا لا يكون هناك تطابق آخر بين بقية اهرامات مصر والنجوم السماوية ؟
فقام بدراسة متون الاهرام وهى كتابات توجد في اهرامات " اوناس وتيتي " في منطقة سقارة ، فلفتت انتباهه تلك الجملة من متون الاهرام " هلا حملتنى ورفعتنى إلي الطريق المائي المتعرج هلا جعلتنى مستقرا بين الآلهة النجوم الخالدة "
إقرأ ايضا : السر الحقيقي وراء بناء الاهرامات
وقد فسر العلماء الطريق المائي المتعرج هذا بمجرة ضرب التبانة واللتى تظهر كنهر متعرج في السماء ، وهناك نص ايضا في متون هرمس أن مصر هي صورة للسماوات ومعظم من مر علي تلك النص اعتبره معنى مجازى دلالة علي الجمال والصفاء ولكن روبرت بوفال خرج بنتيجة اكبر جدلا وهي أن مصر تشبه حرفيا صورة السماوات وذلك بوجود سبع اهرامات تتبع نفس نسق النجوم السماوية غرب مجرة ضرب التبانة اللتى تشبه نهر النيل وهما هرم ابو رواش المكافئ لنجم سيف واهرامات الجيزة المكافئة لحزام اوريون وهرم زاوية العريان المكافئ لنجم بلاتريكس وهرمى دهشور المكافئين لنجمى القلائص وبهذا تكون قد تحققت عبارة متن هرمس أن مصر هي صورة للسماء علي الارض
وقدس الصريين المجموعات النجمية فأقترن نجم الشعرى بإيزيس ومجموعه اوريون الثلاثية بأوزوريس ونجمى القلائص بست إله الشر وقاتل اوزوريس
وتلك النظرية تؤكد شيئا هاما أن الاهرامات لم تبنى كل واحدا علي حده ولكنها بنيت بخطة هندسية كبرى ولم يتم بناء هرما واحدا من السبعه اهرامات عبثا في مكانه واكبر دليل علي ذلك أن الهرم الأحمر في دهشور والمكافئ لنجم الدبران واللذي يعرف بالنجم الاحمر لتحول الهيدروجين المحترق فيه إلي هيليوم وصبغه باللون الاحمر لشدة اشتعاله عبر ملايين السنين فهل تعتقد انه من قبيل الصدفة أن يكون الهرم المكافئ لنجم الدوبران هو هرم مبنى بالطوب الاحمر الجيرى ؟
انا لا اعتقد ان هناك شيئا تم بالصدفه خصوصا في تلك العصر اللذي انقطعت فيه العلوم المصرية القديمة فجأة بشكل يدعو الي كون حادث جلل قد حدث انهي تلك العلوم الكبرى بشكل مفاجئ لم يمكننا من الوصول اليها حتى يومنا هذا .
وكل ما اكدته نظرية بوفال أن مصر هي حرفيا بتكوين اهراماتها ونيلها في الدولة القديمة هي صورة السماء علي الارض .
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم