طبقات الارض الصحيحة اعلي المقابر الفرعونية

 لم يكن يتوقع المصريين أنهم سيهزمون من الامبراطورية الفارسية ويتم قتل ملكهم بعد أن تمت خيانته من مستشاره  السابق والاصعب من ذلك أن يتم تقييده كأسير ويساق إلي اقدام ملك الفرس في لحظات توقف عندها التاريخ ، كيف لدولة حكمت العالم القديم أن يتم التنكيل بملكها والإنتقام منه لخطأ سلفه الفرعون السابق ، ومما يزيد الأمر سوءا أن تلك المعركة اللتى حسمت القتال وتسببت في تدمير القوة العسكرية للدولة كانت في الأساس معركة اعتمدت علي الخديعه واستخدام طريقة غير معتادة لصد هجوم المصريين في الفارما " بور سعيد حاليا " والاسوأ من كل ذلك انها خطة بصناعه مصريه خان مدبرها بلاده وملكه

فكيف بدأت معركة المصريين مع الفرس وما اسبابها ولماذا تم قتل الفرس لفرعون مصر ؟

 فهيا بنا لمعرفة القصة تفصيلا 

خطأ جسيم من ملك مصر 

بدأت احداث تلك القصة في السنة 525 ق .م حينما وشي طبيب الملك الفارسي قمبيز للملك أن يتزوج من احدى بنات الفرعون المصرى احمس الثانى لسبب ما واقتنع الملك الفارسي بالفكرة وارسل في طلب الزواج من احدى بنات فرعون مصر " احمس الثانى " إلا أن الاخير خشي من الرفض المباشر لطلب ملك الفرس قمبيز لعلمه تمام العلم ان رفضه سيجر علي بلاده عداء لا قبل لهم به ، فأرسل احدى بنات الفرعون السابق " ابريس" علي انها ابنته ، وحينما كشفت حقيقتها استشاط

 " قمبيز " غضبا وسير جيشا ضخما إلي الغرب وجهته الوحيدة هي الدولة الفرعونية لتحطيمها بالكامل

 خيانة مستشار الفرعون بسماتيك الثانى 

وكان قد ساعد " قمبيز الثانى " ملك الفرس مستشارا خائنا للفرعون يدعي " فينيس "  هرب من مصر بإتجاه الشرق حتى وصل لدولة الفرس ولجأ إلي ملكها قمبيز الثانى واعانه بكل ما يعرف من ادق تفاصيل القوات وتسليحها ، وكان ايضا من اكبر العوامل المساعدة علي تسيير الحملة هي مساعدة ملوك القبائل العربية المتاخمة لغزة أول نقطة دفاع عن مصر ومساعدتهم للجيش الفارسي بالمؤن والعتاد وتأمين طريق آمن للفرس عبر الصحراء وصولا إلي غزة ومنها إلي الفارما لتدمير الامبراطورية الفرعونية .

خدعه انهت المعركة قبل أن تبدأ 

مات الفرعون احمس الثانى قبل وصول الجيش الفارسي بستة اشهر وتولي خلفه بسماتيك الثالث العرش وهو فتى يافعا ليست لديه الدراية والخبرة العسكرية اللتى تؤهله لخوض تلك المعركة ولكنه كان يأمل في الصمود بعقد التحالفات مع المدن اليونانية والجزر القبرصية اللتى خزلته وفضلت الوقوف مع الفرس لعلمها بقوتهم ، وهنا وجد الفرعون " بسماتيك الثالث " نفسه وحيدا في مواجهة الجميع وقد سبق السيف العزل ومدينة غزة اولي قلاع الامبراطورية الفرعونية محاصرة تحت وطأة الجيش الفارسي ولم تصمد لطول فترة الحصار اللذي انهكها تماما  ومما ذاد الامر سوءا أن " بوليكراتس " ملك اليونان دعم الفرس ب 40 سفينة ثلاثية المجاديف لتشديد الخناق علي غزة ،

فما كان  من بسماتيك الثالث طريقا إلي أن يتحرك بقواته شمالا فسير قواته إلي مفارق البحر الاحمر وركز كل قواته لحماية الفارما استعدادا للمواجهة الحاسمة بين الفرس والمصريين .

قتل بسماتيك لأبناء المستشار الخائن 

جمع الفرعون بسماتيك ابناء المستشار " فانيس " وأمر بقتلهم وشرب دمائهم المختلطة بالنبيذ للأنتقام من خيانة فانيس مستشاره السابق ، وبدأت معركة الفارما الحاسمة واللتى قتل فيها خمسين الفا من المصريين مقابل سبعه الآف فقط من الفرس حتى اصبحت ارض المعركة مليئة بالجماجم للقتلي ، وقد استخدم الفرس حيلة غاية في الخسة والجبن قضوا بها علي الجنود المصريين قبل بداية المعركة ، وبتدبير من المستشار الخائن فانيس فحمل الجنود الفرس القطط لعلمهم بتقديس المصريين لها فعندما رأوها المصريين عجزوا عن توجيه سهامهم إلي الفرس خوفا من قتل القطط ، وانتهت المعركة لصالح الفرس بخسائر فادحة في القوات المصرية اجبرتهم علي التراجع والفرار إلي معقلهم الاخير عاصمة الشمال " ممفيس " آخر تحصيناتهم 

إقرأ ايضا : لماذا لم يدمر الله حضارة الفراعنه مثل قوم عاد وثمود 

نهاية المعركة وسقوط العاصمة ممفيس 

في محاولة اخيرة من قمبيز لحقن الدماء ارسل سفينة محملة بالرسل إلي ميناء ممفيس للمفاوضات للأستسلام ووقف القتال إلا أن المصريين فور رؤيتها قتلوا كل من داخلها وقطعوا اشلائهم وحين علم الملك قمبيز بفعلتهم سير كل قواته إلي العاصمة وحاصرها حصارا شديدا وفور سقوطها انتقم من القوات المصرية وقتل عشرة مصريين في مقابل كل جندي ميتينى قتل في المعركة وقام بأسر فرعون مصر " بسماتيك الثالث " واعدمه لاحقا بل واخرج جثة الفرعون احمس الثانى واضرم فيها النيران انتقاما من فعلته ، وبذلك سقطت الدولة الفرعونية تحت الإحتلال الفارسي وسقطت الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية اللتى حكمت قرابة الستين عاما .

إقرأ ايضا : معبد مدينة الاموات