بانيب اقدم سارق في التاريخ سجله الجنائى مليئ بالسرقات ونهب المقابر الملكية وايضا الإغتصاب وربما القتل ايضا ،
سارق القبور اللذي تحدى الآلهة وانتهك حرمة مقابر الملوك في مصر القديمة ، يدفعه غروره إلي شرب النبيز اللذي وضع في المقابر كقرابين للآله ، لا يخشي احدا فقد دفع الأموال لحراس المقابر الملكية ، اذا تم الإمساك به سيتم تعليقه علي الخازوق من قبل رجال الفرعون ، ولكن المكاسب مغرية ، ثروة كبيرة من الزهب والفضة والزيوت والكتان الفاخر .
في زمن " بانيب " كانت رمال صحراء مصر مليئة بالكنوز الدفينة ، لأكثر من الفي عام بنى الفراعنة الأهرامات والأضرحة والمقابر كبوابات لما يعتقدون انها الجنة ، خزنوا بداخل اضرحتهم من الاساسيات والرفاهيات والقرابين للآلهة ،
عرف الجميع الكنز المدفون والقليلون منهم أمثال بانيب كانوا علي استعداد لمخالفة دينهم والمجازفة بحياتهم
للحصول عليه .
عرف الفراعنة أن هناك من ينتهكون حرمة كل شيء في ابتغاء الحصول علي ما تحتويه اضرحتهم ، فجعلوا أمر الدخول الي مقابرهم مستحيلا ، فقد عرفوا جيدا انه في حال العبث بمقابرهم وبجثثهم المحنطة سوف تمنعهم الآلهة من الدخول إلي الحياة الآخرة ، فكان انتهاك اللصوص لمقابرهم ليس بمثابة سرقة لأغراضهم فحسب وإنما هو سرقة خلودهم ايضا .
وادى الملوك
" اشرفت علي حفر قبر جلالته وحدى حتى لا يرى احد آخر من هذا العالم او يسمع احد"
هكذا تم نقش هذا النص من احد النحاتين المكلفين بحفر مقبرة الفرعون في وادى الملوك ، فقد عثر الفراعنة علي تلك المنطقة الصخرية الصرفة في غرب العاصمة " طيبة " الاقصر حاليا وقد كانت انسب الاماكن لدفن الفراعنة العظام .
خلال مائة عام اصبحت صناعة نحت القبور في وادى الملوك منتشرة بشكل كبير وفقدت سريتها شيئا فشيئا ، واصبح المكان يذخر بآلاف عمال الحفر وقد كان أحد هؤلاء هو المجرم " بانيب "
العام 1200 قبل الميلاد عهد الحاكم " سيتى الثانى "
كان عمال المقابر من فنانين ونحاتين وعمال بناء يحصلون علي الوفير من العطايا والنبيز ، ولكن كل ذلك كان لبعضهم غير كافيا ، كان " بانيب " طفلا يتيما فقد والداه في سن مبكرة فأصبح متشردا في شوارع طيبة ، ولكن الحظ حالفه فقد تبناه عاملا في مدينة البناء القريبة من منطقة الحفر واللتى كان يعمل بها فكان يصطحبه معه في مهمات حفر المقابر ومع مرور الوقت اصبح بانيب من العمال المهرة في بناء المقابر ،
قرية الدير في مدينة الاقصر الحالية واللتى أمن الفرعون علي عمالها ورجالها تلك المهمة السامية وهي بناء مقبرته الملكية
كان والد بانيب مراقبا في مدينة الأموات وادى الملوك يقود البنائين وعمال الحفر ويمتلك مفاتيح دخول المقابر ومعرفة دهاليزها وأماكنها السرية وكذلك مهالكها ، ولكن سرعان ماتم قتل والد بانيب بالتبنى ، ولا احد يعلم من قتله ربما هو الابن الجاحد ، ويقوم بانيب برشوة احد المسؤلين ليتولي منصب ابيه المقتول ليصبح بعدها هو من بيده مقاليد الامور .
تشكيل فريق سارقي القبور
اصبح من السهل علي بانيب بعد تولي مقاليد الامور كمراقب لعمال المقابر أن يقوم بتجنيد الفريق اللذي سوف يعمل معه في سرقة المقابر الملكية ، فقد كانوا يمثلون الايدى العاملة وهو العقل المدبر لهم ، وقاموا بنهب العديد من الاماكن ، وقاموا بتحويل الذهب والفضة إلي كتل بعد صهرها ليسهل بيعها في السوق السوداء المحلية .
اقرأ ايضا : بحث كامل عن معبد دندرة
التخطيط لسرقة مقبرة سيتى الثانى
مات سيتى الثانى بعدما دامت فترة حكمه لست سنوات فقط وما أن يموت فرعون حتى يترك خلفه ضريحا ملكيا مليئ بالكنوز ،
ذهب بانيب ومجموعته متخفيين ليلا في جنح الظلام بعدما حددوا مكان المقبرة الكبيرة اللتى اعتبرت اهم سرقات المجرم " بانيب " ، ولكن هناك امر لم يلحظه بانيب أن هناك من يتبعه ويراقب اعماله ويقوم بتدوين الملاحظات ! إنه عمه بالتبنى ، ومن كان يطمع في الحصول علي منصب المراقب للعمال بعد موت اخيه ، فقد كان عمه يكن له حقدا عظيما .
يستطلع بانيب المقبرة الملكية الجديدة لسيتى الثانى ثم يعود إلي المنزل ليخطط عمليه الاقتحام للمقبرة
سيقوم اولا برشوة الحراس للوادى حتى يتثنى له العمل براحة تامة حيث من الممكن أن يستغرق فتح ضريح الفرعون ليال عدة حتى يصلوا ألي غرفة الدفن
وصف عم بانيب السرقة اللتى حدثت من بانيب ابن اخيه بأنه تمادى في غروره حيث قام بالجلوس علي تابوت الملك رغم أن جثمان الفرعون داخله وأخذ في شرب النبيز الموضوع للآلهة ، وقام ايضا بسرقة العجلات الحربية والقطع الكتانية والزيوت الموضوغه داخل المقبرة بالإضافة إلي سرقة كل مقتنيات الملك سيتى الثانى
هل وشي به عمه ؟ ام أنه نسي رشوة بعض الحراس ، علي اي حال فقد امسك به الحراس بالجرم المشهود ، وكان عمه هو الشاهد ضده ولكنه ليس شاهدا عادلا فهو يرى أن بانيب سرق له وظيفته ، ساق الحراس بانيب إلي السجن فسوف يمكث فيه حتى موعد محاكمته .
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم