الملكة نفرتيتى رمزا للجمال والقوة
هي ملكة إستثنائية حكمت جنبا إلي جنب مع الملك امنحتب الرابع " اخناتون " واستطاعت بجمالها وذكائها اللذي فاق الحدود أن تمشي بمحازاة ملك اكبر امبراطورية عرفها العالم قديما " المملكة المصرية "
هي الجميلة " نفرتيتى " صاحبة اجمل تمثال يجسد الجمال لسيدة من العصور القديمة .
نقل عاصمة البلاد ودور الملكة نفرتيتى
اخناتون او الملك أمنحتب الرابع صاحب اكبر انقلاب دينى حدث في تاريخ مصر القديم ، هل كان يملك الجرأة لمعاداة شعب بأكمله من كهنة وحكام ومواطنين عاديين قدسوا آلهة لآلاف السنين وقدموا لها القرابين في كل مقاطعة فمنهم من قدس آمون رع كبير آلهة مصر القديمة ومنهم من قدس حتحور معبودة دندرة ومنهم من قدس سيتى ورع ، معتقدات مقدسة لدى المصريين منذ آلاف السنين كيف لحاكم أن يمحى كل ذلك بغمضة عين ليقف أمام معتقد دينى مترسخ في نفوس العامة من الشعب وكذلك هو مصدر رزق الطبقة الكهنوتيه ومن يقومون علي خدمة معابد الآلهة !
كان امنحتب الرابع يقوم بالتجديف ضد التيار بإسقاطه لكل آلهة عبدها المصريين وتقديسه لآتون إله الشمس الاعظم ، ولم يكن الأمر لينطبق علي شخصه وعائلته فقط بل اصدر أوامره بمنع عبادة أي معبود آخر بصفته فرعون البلاد ، وهنا يظهر دور الملكة نفرتيتى في مساندتها له في معتقده الدينى فهى اقرب من كان إلي جواره وهي من تم صناعه تماثيلها بنفس الطول إلي جانب الفرعون بل وفي النقوش الجدارية ايضا
لقد كانت العاصفة قوية جدا علي الملكة وعلي زوجها الفرعون ومن العقل ايضا ألا يظلا في رحاب المدينة المقدسة " طيبة " اللتى كانت تضج بالتذمر والغليان لكون معبودها " إمون رع " تقفل معابده وينتزع منه سلطانه لصالح آتون الإله اللذي فرض فرضا علي من قبله ومن يرفضه ايضا ، فما كان من الملكة الجميلة وزوجها الفرعون إلا ان قررا الرحيل عنها وترسيخ عبادتهما وسلطانهما في وسط المملكة المصرية .
في مدينة تل العمارنة
المنيا كانت البداية الجديدة تل العمارنة " مدينة اخيتاتون " العاصمة لحكم الملك اخناتون وزوجته نفرتيتى ، تم تبديل موطنها " بالكرنك " في مدينة الاقصر اللتى ترعرعت فيها وكبرت مع عائلتها الملكية لتلقي مصيرا مجهولا هنا في تل العمارنة !
انجبت للفرعون خمسة من البنات دون وريث للعرش وفي تل العمارنة مدينة آتون الجديدة فقدت احداهن ، وعانت في المدينة ايضا زواج الفرعون اخناتون من اخته ام الفرعون توت عنخ آمون الملك الشاب زائع الصيت ، ولكنها كانت صامدة لن يقلل الزواج الثانى لملكها من نفوزها فهي الجميلة ذات النفوذ والقوة اللتى منحتها لها الآلهة ، ولكن لحسن حظ الملكة نفرتيتى أن الزوجة الثانية قد ماتت في ظروف غامضة في سن مبكر ، لتنتهز الملكة الجميلة الفرصة في تبنى الصبي الوحيد للملك اخناتون ووريث عرشه " توت عنخ آمون " وتقربه منها ومن عائلتها ، بل وتزوجه من احدى بناتها " عنخ إسن آمون " وهما في سن صغيرة جدا حتى تضمن بقاء نفوزها حتى بعد موت اخناتون .
سقوط تل العمارنة
بموت الفرعون اخناتون انتهي الدور اللذي لعبته مدينته في تل العمارنة وكانت المدينة تتداعي ، فما كان من الملكة الجميلة نفرتيتى إلا أن قررت ان تهادن وتسلم السفينة للرياح فقامت بالعودة إلي " طيبة " مسقط رأسها وعائلتها ايضا مع ملك جديد للبلاد زوج ابنتها " توت عنخ آمون "
كان هدفها بقاء نفوزها وسلطان عائلتها فليس من الحكمة أن تبقي علي عناد زوجها ومعاداته لكهنه مصر ومعظم الشعب
فهي لا تملك إلا ملك صغير لم يتجاوز الخامسة عشر وإرث غاضب وحفنة من الفتيات ! وجميلة يجب إن تطأطأ للرياح العاتية .
نصبت زوج ابنتها الصغير علي عرشه وكانت تقف من خلفه كملكة ترضي الجميع من كهنة مدينة طيبة وعامة الشعب ايضا
اعادت الأمور إلي سابق عهدها بل واشارت بتغيير إسم الملك توت عنخ آمون اللذي كان توت عنخ آتون يوم ميلاده .
نفر نفر إتن هو اسم الحاكم الجديد الفعلي للبلاد هكذا تم نقش الخراطيش بأسم الملكة نفرتيتى بل وصورت في جدار معبد الأقصر بأنها تؤدب العصاة وتضربهم ، وما كان لملكة أن تفعل ذلك وإنما هي صفات الملوك !
هل كان توت عنخ آمون الصغير يملك ولا يحكم في فترة حكمه الاولي ؟ لا احد يعلم .
فقد اختفي اسم نفرتيتى تماما من الوجود بعد سقوط تل العمارنة وظهر فجأة اسم جديد نفر إيتن الاسم الجديد لفرعون البلاد الحاكم " نفرتيتى " الجميلة الطموحة صاحبة النفوذ الدائم .
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم