U3F1ZWV6ZTIzNzQwNDc0MzQ0OTFfRnJlZTE0OTc3NTQ0MDczNTA=

المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين

المرأة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏سطرت‏ ‏أعظم‏ ‏الأمثال‏ في قيادة مصر فى زمن كان يصعب على أى شخص الجلوس على عرش السلطة، ورغم ما يقال عن الفكر والأعراف البدائية التى انتهكت حقوق المرأة فى العصور القديمة إلا أن هذه العصور نفسها هى التى أعطت الحق لها بالجلوس على عرش مصر على خلاف الدولة الحديثة التى نعيشها والتى وقفت ضد المرأة فى تولى رئاسة مصر منذ إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية صراعات للوصول للمناصب القيادية..حقا هن نساء‏ ‏مصر‏ ‏الرائدات‏ ‏اللواتي‏ ‏حطمن‏ ‏قيودهن‏ ‏وتقدمن‏ ‏الصفوف‏ ‏وتزعمن‏ ‏كل‏ ‏جهد‏ ‏لإثبات‏ ‏ذواتهن‏ ‏ونيل‏ ‏حقوقهن‏ ولهم كل التقدير والعرفان.
لقد كان تولِّي امرأة حكم مصر أمراً لم يعتده المصريون القدماء، فهو بالنسبة لهم وضع غير طبيعي وعلى الرغم من ذلك تهيأت الظروف لبعض الملكات ليحكمن البلاد كانت من بينهن :

                 الملكة شجرة الدر
         أصولها:
تنحدر ملكة مصر شجرة الدر من سلالة أصولها خوارزمية وقيل بأنّها تركية الأصل، وأُطلق عليها لقب عصمة الدين، وبدأت قصة حكمها لمصر بعد أن أقدم السلطان نجم الدين أيوب على شرائها كجارية له ورافقته خلال سجنه في الكرك، وبعد أن أصبحت تحت ملكه تمكّنت من نيل مكانة عالية عنده حتى تزوّج منها وأنجبت منه ابنها خليل والذي لُقّب بالملك المنصور.
              ذكاؤها :
  و تمكنت الملكة من الإطاحة بأيبك وأقطاى وأجبرت لويس التاسع، بعد أن هزمت جيوشه، على دفع فدية 800 ألف دينار وكانت قد لقبت نفسها فى وثائق الدولة الرسمية باسم «أم خليل» وهى مملوكة الملك الصالح وخادمة خليفة المسلمين فى بغداد وحكمت مصر ثمانين يوماً، بمبايعة المماليك والأعيان.
نقش اسمها على الدراهم والدنانير وأصبحت الأحكام تصدر باسمها وقد سيرت المحمل حاملا كسوة الكعبة مصحوبا بالمؤن والأموال لأهل بيت الله الحرام تحميه فرق من الجيش وقامت بنشر راية السلام فأمن الناس خلال فترة حكمها القصير وتوج حكمها بصد الصليبيين بأسر لويس التاسع.
كانت شجر الدر جارية حظيت بإعجاب الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى اشتراها ولقبها بشجر الدر واختلف المؤرخون فى تحديد جنسيتها إذا كانت تركية أو جركسية أو رومانية أو أرمنية فلم تكن كباقى الجاريات بل تميزت بالذكاء الحاد والفطنة والجمال وإجادة القراءة والخط والغناء وحظيت عنده بمنزلة رفيعة فأعتقها وأصبح لها الحق فى أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله وصاحبة الرأى ثم أصبحت الشريكة الشرعية وأنجبت منه ابنها خليل ولكنه توفى وكان قد اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب «الملك الصالح»، وأحبها فأعتقها وتزوجها.
وأثناء الحملة الصليبية على مصر توفى الملك الصالح فأخفت شجر الدر نبأ وفاته تفاديا لما قد يحدثه خبر وفاته من بلبلة فى الدولة ويفت من عضد الجيش ويؤثر فى معنويات الجند وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة وتم استدعاء ابن الملك الصالح وقرب قدومه أمرت رجال الدولة والجيش أن يحلفوا له يمين الولاء وقامت بوضع خطة حربية مع القوات وأمراء المماليك وكانت تقضى بتعاون الأهالى مع الجنود فى صد هجمات الأعداء حتى انتصر عليهم المسلمون عام 1205 ثم تنكر لها توران شاه وهددها وطالبها بمال أبيه وبدأ يخطط للتخلص من أمراء المماليك فكانوا هم الأسبق ولم يدم حكم توران أكثر من شهرين وتخلص منه المماليك بالقتل على يد أقطاى وبدلا من أن يختاروا واحدا منهم لتولى شؤون البلاد اختاروا شجرة الدر لتولى منصب سلطان البلاد وأخذت البيعة ولقبت باسم «المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين» وقبضت شجرة الدر على زمام الأمور وكان أول عمل لها هو تصفية الوجود الصليبى فى البلاد وانتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذى كان أسيرا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله ومن معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار يدفع نصفها قبل رحيله والباقى بعد وصوله إلى عكا مع تعهد بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية غير أن الأمر لم يدم لشجر الدر حيث ثار الأيوبيون لمقتل توران شاه ابن الملك الصالح، كما لقيت معارضة داخل البلاد وخارجها تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد وكتب الخليفة المستعصم للمماليك فى مصر يقول: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا» وتنازلت شجر الدر عن العرش – لتجنب البلاد المحن والفتن – للأمير عزالدين أيبك بعد أن تزوجته لتحكم قبضتها على الحكم من خلال سيطرتها عليه فأرغمته على هجر زوجته الأولى أم ولده المنصور على وحرمت عليه زيارتها خوفا من أن يرث ابنه الحكم ولم تكتف شجر الدر بذلك بل ساعدت عزالدين أيبك على التخلص من فارس الدين أقطاى الذى سبب لهم مشاكل عديدة فى حكم البلاد لما كان لكلمته من صدى على تحركات الجند ولكن عزالدين أيبك بعد أن أحكم قبضته على الحكم بدأ فى اتخاذ خطوات للزواج من ابنة «بدر الدين لؤلؤ» صاحب الموصل فغضبت شجر الدر ودبرت مؤامرة للتخلص منه حيث لقى حتفه هناك فى 1257م 
                    مقتلها:
 بدأ سلطان مصر الملك المعّز عز الدين أيبك بالانقلاب على زوجته شجّرة الدر بعد إحكام قبضته على الحكم في البلاد المصرية، فبدأ أولاً بمرحلة التخلّص من منافسيه ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وفي هذه الأثناء كان الملك المعّز عز الدين أيبك متمرسّاً في إدارة شؤون البلاد وحكمها ولم يعد بحاجة إلى وجود شجرة الدُّر في حياته، فأقدم على خطوة الزواج من ابنة صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ، الأمر الذي أثار غضب شجرة الدر وعلى الفور أسرعت إلى تدبير مكيدة له للتخلّص منه، فراحت ترسل إليه حتى تسترضيه وتنال رضاه ولطفه وتطلب العفو منه حتى وقع في المكيدة واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة وقُتل هناك. كانت وفاة زوجها بأن دخل إلى حمام القلعة بعد قدومه إليها وانقض عليه خمسة غلمان أقوياء ضربوه ضرباً مبرحاً حتى الموت، وكانت نهايته، وشاع الأمر بين المماليك بأنه توّفي فجأة ليلاً لكن لم يصدّق المماليك ذلك فقاموا بالقبض عليها وحملها إلى امرأة عز الدين أيبك الأولى وقامت الأخيرة بأمر جواريها بالتخلّص من شجرة الدر وتم ذلك بعد أيام قليلة من وفاة الملك المعّز عز الدين أيبك، وقد قامت الجواري بضربها بالقباقيب على رأسها حتى فارقت الحياة ومن ثمّ رميت جثتها من فوق سور القلعة للتأكّد من وفاتها في الثالث من مايو في عام 1257م. لم تدفن إلا بعد أيام من مقتلها، ويقال بأنّها كانت عارية في أحد خنادق القلعة وبقيت مقتولة عارية حتى تمّ دفنها في ضريحها الحالي القائم في أحد المساجد الكائنة في قسم الخليفة بالقاهرة والذي أنشئ في عصر الدولة الأيوبية في مصر.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا علي تعليقاتكم

الاسمبريد إلكترونيرسالة

بحث هذه المدونة الإلكترونية
Translate

اخر المواضيع

Statcounter
View My Stats

اخر المواضيع

googel