مقبرة الملك سيتى الأول تحتل الصدارة منذ إنشائها :
يوجد حول العالم العديد من المقابر الملكية القديمة والحديثة ذات الشهرة العالمية أمثال تاج محل ومقبرة جنكيز خان امبراطور الشرق المغولي ، ومقابر الفراعنة المصريين ومع ذلك لم يعرف أضخم ولا أكبر من مقبرة الملك سيتى الأول زمن الاسرة التاسعة عشر الفرعونية ، في وادى الملوك فلماذا نالت تلك المقبرة كل هذه الشهرة دونا عن باقي مقابر الدولة الفرعونية ، رغم وجود مقابر لملوك فراعنة وملكات وجدت كاملة بجميع محتوياتها؟ ومع ذلك اعتبر المؤرخين وعلماء الآثار المصرية أن تلك المقبرة هي الفريدة من نوعها على مستوى العالم ، فلنتعرف على سبب جعلها تتصدر قائمة أعظم مقابر التاريخ الإنسانى في السطور التالية .
نبذه مختصرة عن سيتى الأول :
من هو الفرعون المصري سيتى الأول : هو فرعون الأسرة التاسعة عشر، أبوه رمسيس الأول وأمه هي الملكة " سات رع " وابنه هو الفرعون العظيم رمسيس الثانى الملك الاسطورى ، و ألقاب الملك سيتى هي "من ماعت" او سيتى مرنبتاح وقد حكم في الفترة 1294 ق م حتی 1279 ق م وقد لقب بعدة أسماء ملكية بعد اعتلائه للعرش مثل " ستى مرنبتاح " ويعني رجل ست محبوب بتاح ، واسم تتويجه هو " من ماعت رع " ويعني خالدة عدالة الإله رع
فترة حكم الملك سيتى الأول :
اهتم الملك سيتى الأول في فترة حكمه القصيرة والتي لا تتعدى اثنتى عشرة سنة بالشأن الخارجي وتوطيد حكم مصر في الشمال الشرقي فلسطين ولبنان وقد سجلت انتصاراته في جدار الجنوب الشرقي لمعبد الكرنك ، وأهم منشآته هي : معبد الممنوميوم في ابيدوس منطقة العرابة بسوهاج ومعبده الجنائزي بطيبة في الجنوب ومسلته في ميدان الشعب بروما .
مقبرة الفرعون سيتى الأول تحتل الصدارة :
عثر على مقبرة الفرعون المصري سيتى الأول سنة 1817 م بواسطة لص الآثار " جوفانى باتيستا بلزونى " في منطقة وادي الملوك بغرب الأقصر ، والتي يبلغ عمقها في الصخر 30 مترا ، وطول المقبرة 136 مترا ، نحتت بكاملها في الصخر الجرانيتي في وادي الملوك منطقة دفن الملوك والنبلاء الفراعنة غرب الأقصر ، لتبدأ أسطورة أكبر وأعظم مقبرة ملكية عرفها التاريخ وترجع شهرة تلك المقبرة التي يعتبرها علماء الآثار بأنها لم تكتمل بسبب موت الفرعون في فترة قصيرة نسبيا بالنسبة للإنشاءات التي كانت يجب اكتمالها في المقبرة. تضم مقبرة الملك سيتى الأول إحدى عشرة غرفة ومقصورة مزينة جميعها بأبهى النقوش والألوان الرائعة حيث ضمت النقوش طقس إطعام الميت برسم دقيق يوضح عمليه فتح الفم ووضع الطعام للميت ، كما ضمت أيضا نقوشا خاصة بأسطورة انتقام الآلهة حتحور إبنة الإله رع من البشرية ، عندما نعتوا والدها بأنه إله كبير في السن وعاجز عن الحكم ، وفرار المصريين والعالم إلى أقاصي الجبال ليختبئوا من انتقام حتحور ، وحزن الإله رع للإنتقام الذي أحدثته حتحور بالبشر ، ومحاولته السيطرة على ابنته بسقيها للنبيذ الاحمر مختلطا ببعض المواد المهدئة التي جلبت من أسوان ، وقد تحدثت بعض روايات الكتاب العالميين عن تلك الأسطورة باعتبارها أسطورة شعبية فرعونية اختلط فيها الخيال بالحقيقة ، كما نقش في مقبرة الفرعون سيتى الأول نقوشا خاصة بعلم الفلك وتصوير الأبراج والأجرام السماوية بشكل دقيق جدا ، أثبت أن المصريين الفراعنة أوائل من برعوا في علم الفلك والنجوم ، وقد وجدت مومياء الفرعون سيتى الأول في خبيئة الدير البحرى ، وتعرض آثاره اليوم موزعة على عدة متاحف عالمية مثل متحف برلين واللوفر بباريس ومتحف القاهرة .
بعض الصور الملتقطة من داخل مقبرة الفرعون سيتى الأول والتي تحمل رقم 17 ضمن مقابر وادى الملوك غرب الأقصر
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم