U3F1ZWV6ZTIzNzQwNDc0MzQ0OTFfRnJlZTE0OTc3NTQ0MDczNTA=

الحب عند الفراعنة

   
  ظل الحب عند المصريين القدماء محفزا لابتكار أساطير عديدة وأشعار وأدبيات بلورت صورة أقرب لمشاعر المصري القديم بمختلف المفردات والصور البلاغية، مجسدا لها بكل ما ملكه من إمكانات مادية.
       وأسهمت مكانة المرأة المصرية قديما في تهيئة مناخ أدبي واجتماعي أثرى حضارة لم تفرق بين رجل وإمرأة، بل تأسست على روح التعاون بينهما تتضح من مطالعة النقوش والنصوص الأدبية وصور وتماثيل للمرأة في مختلف أدوارها، ربّة أو ملكة أو واحدة من عامة الشعب.
     لقد احتل الحب مكانة كبيرة في وجدان الفراعنة وكان جزءاً من ثقافتهم، فدرسوا قصائد المحبين مبكراً بالمدراس، وكانت الربة "حتحور" التي كُرٍسَ معبد "دندرة" لعبادتها هي ربة الحب وراعية المحبين، وهى سيدة الحب، والذهب والفيروز، وكان معبدها الذى بُني في عزلة لطيفة قرب الصحراء، على بُعٌدِ 60 كم شمال ، بمثابة رمز للحب والزواج.

       فالحضارة الفرعونية مليئة بالكثير من قصص الحب والأشعار التى دونت على ورق البردى وعلى جدران المقابر والمعابد، فقد كان الحب عند الفراعنة من أسمى العلاقات التى عبر عنها المصرى القديم فى كتاباته عن عاطفته، فكان بارعًا فى انتقاء الكلمات للتعبير عن المشاعر العاطفية واستخدم كلمه "مر إك" ومعناها بالهيروغليفية "بحبك".
       ولم يكن المصرى القديم يفصل بين الحب والزواج، فالزوجة فى الغالب كانت هى الحبيبة والأخت والعهد الذى تمنى أن يرافقه فى الحياة الأخرى.
        ولعل من أشهر قصص الحب كان حب “رمسيس الثاني” لزوجته “نفرتاري” والتي نقشت علي جدران معبد “نفرتاري” بأبوسمبل، ويصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وسيدة الدلتا والصعيد، فكانت هي الزوجة المفضلة لدى “رمسيس الثاني”، والوحيدة من زوجاته التي بنى لها معبدا يسمى معبد “حتحور” إلى جوار معبده الكبير كما أقام لها تمثالين بنفس حجم تماثيله تقديرًا لها وتعبيرًا عن حبه وغرامه وولعه الشديد بها.و كثير من الشواهد الأثرية سواء المنقوشة أو المكتوبة كانت تعبر عن السعادة التى كان يسعى اليها المصرى القديم من تكوين أسرة وانجاب أبناء، فتقف الزوجة خلف زوجها فى خشوع فى حضرة أحد الآلهة وأحيانا يقف الى جانبهم الأبناء واحيانًا أخرى كانت تصور العائلة وهم يقدمون القرابين، وهذا التمثيل الأسرى كان يشير الى الفخر الذى كان يشعر به المصرى القديم بعائلته والغاية التى يسعى اليها وهو اجتماع الاسرة مرة اخرى عند البعث على نفس الصورة التى كانت عليها فى الحياة الاولى، ولهذا كان يحرص الابناء على بناء مقابرهم على مقربة من مقابر آبائهم .
    إن هناك كثير من البرديات القديمة تحكي قصص حب جمعت بين العشاق في مصر القديمة، بجانب مشاهد كثيرة تسجل علاقات الحب بين الأزواج وزوجاتهم". ومما يُروى عن الحب في مصر القديمة أن كلمة "مر" المعبرة عن الحب، كان يرمز لها برمز الفأس، حيث كانوا يعتقدون أنه كما يشق الفأس الأرض فالحب يشق القلب. 
   فأوراق البردي وقطع الأوستراكا كانت تسجل الكثير من قصص العشق وقصائد العشاق في مصر القديمة، إذ هناك برديات مشهورة مثل بردية هاريس، التي عثر عليها في معبد "الرامسيوم" غبر مدينة الأقصر، وبردية "شيفتر بيتي"، وبرديات متحف تورينو في إيطاليا، تسجل الكثير من قصائد الحب، ونصوص العشق، والعشاق. وطبقاً للدراسة، هناك نصوص مشهورة من أغاني " العازف على الهارب "، وجميعها نصوص في الحب والعشق والهوى. ويروى فرنسيس أمين، في دراسته، كيف كانت الفتيات يتحدثن في قصائد ونصوص أدبية مدهشة عن الحبيب، وكيف يتحدث الفتيان عن المحبوبة فيما كتبوه من نصوص أدبية عاطفية
     ومن قصائد الغزل والحب والعشق في ذلك العصر، قصيدة يناجي فيها العاشق معشوقته، وتناجي فيها المحبوبة حبيبها في مودة وكلمات عفيفة، فينادي العاشق معشوقته بـ"أختي"، وتنادي فيها المحبوبة محبوبها بـ"أخي" ويعبران عن اللوعة والحب والشوق ليوم زفافهما.
    ويضم متحف "تورين" في إيطاليا مقتنيات أثرية تتضمن بعضاً من تلك القصائد، كما يحتوي المتحف البريطاني والمتحف المصري في القاهرة على الكثير من أوراق البردي واللوحات وقطع الأوستراكا التي تسجل بعضاً من قصائد الحب والغزل في مصر القديمة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا علي تعليقاتكم

الاسمبريد إلكترونيرسالة

بحث هذه المدونة الإلكترونية
Translate
googel