لقد عاش في مصر العريقة العديد من الأقزام الذين احتلوا مكانة بارزة في المجتمع المصري كما تشير إلى ذلك العديد من الأدلة الأثرية و النصية.
نشأة الأقزام في مصر القديمة
اختلف الباحثون فيما بينهم حول نشأة الأقزام في مصر القديمة، حيث انقسموا إلى ثلاثة فرق :
* الفريق الأول يرى أن ظهور الأقزام يعود في الأساس إلى زواج الأقارب.
* الفريق الثاني يرى أن معظم هؤلاء الأقزام جاءوا من خارج الحدود المصرية من بلاد بونت، ثم توالدوا و تكاثروا.
* الفريق الثالث يرى أنهم تواجدوا في مصر العريقة منذ عصر ما قبل التاريخ (عصر الباري).
أنواع الأقزام في مصر القديمة
عرف في المجتمع المصري العريق نوعان من الأقزام :
* الأقزام الأفريقية : منشأها الغابات الاستوائية بأواسط أفريقيا، و قد جلبهم المصريون من خلال تجارتهم مع النوبة.
* الأقزام المصرية : يتميزون عن غيرهم برأس ضخم و جذع طبيعي و أطراف قصيرة.
الأعمال الموكولة للأقزام في مصر العريقة
بالنسبة للأقزام الأفريقية، كانوا يقومون بأداء الرقص المسمى ب 'الرقص للأرباب' أو 'راقصو الآلهة' و كذلك الرقص في رحاب البلاط الملكي لإدخال السرور على قلب الملك. أما الأقزام المصرية فكان أكثر ما يكلفون به هو رعاية الحيوانات الأليفة و صناعة الحلي و المحافظة على ملابس رب المنزل و أدوات زينته و يتضح ذلك من خلال المناظر المصورة على جدران مقبرة "مريروكا" بسقارة.
مجموعة القزم "سنب"
ولعل أشهر الأقزام في مصر القديمة القزم "سنب"، و هو قزم مصري شغل منصبا رفيعا حيث كان رئيس أقزام القصر أجمعين، و مكلفا بالعناية بالملابس الملكية.
و قد مثل "سنب" جالسا مع زوجته "سنيتيتس" على مقعد مستطيل و قد صور بشعر قصير أسود و قد استقرت يد زوجته اليمنى على كتفه و اليسرى على ذراعه اليسرى في وضع ودي، أما زوجته فقد كانت تتخذ شعرا مستعارا أسود يبلغ كتفيها و رداء أبيض طويل، أما ابنهما و ابنتهما فقد مثلا قائمين أمام أبيهما في الموضع الذي كان يجب أن تشغله ساقاه، و بهذا الشكل بلغ الفنان المصري أقصى غاية النجاح بتنسيق وحدة متوازنة من أفراد الأسرة.
و قد عثر على هذا التمثال في ناووس حجري في مقبرته في منطقة الجيزة، و هو تمثال مصنوع من الحجر الجيري الملون، ارتفاعه ٣٤ سم و عرضه ٢٢.٥ سم و طوله ٢٥ سم، و يرجع تاريخ التمثال إلى عصر الأسرة الرابعة و بداية الخامسة، و قد تم حفظه في المتحف المصري بالقاهرة.
إرسال تعليق
شكرا علي تعليقاتكم